السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يُقال الصمتُ يُغني عن الكلام أحيانًا..
وليَ منها فلسفةُ صمتٍ نحياها..
فأترككم معَ طلاسم فلسفات..
------------------------------------------------------
فآثرنا الصمتَ..
وصمتٌ...
قبله كانوا ينتظرون منَّا البوح .. له يتشدقون..
إن آثرناه ... كُلَّ صوابٍ له يفقدون...
فأصبحنا بصمتنا هذا.. مجرمين ..
وبه .. في بَوْتقة اتهامٍ .. مقيَّدين..
ظنَّـوا أنَّا بصمتنا .. نأنفهم..
وظنُّوا .. بأنَّـا غَرورٌ .. حمقى .. متكبرين..
تجاهلوا موتَ الكلمات...
فما عباراتنا إن كانت .. غُثاء سيل..
وما دفاعاتنا .. إن كانت لبريءٍ حُكم عليه الإعدامُ.. وشُرِع التنفيذُ..
ما حربُ الكلمات.. وسهامُ الحروف..
ما البكاءُ والنحيب .. ما جدوى الدموع؟!!
فآثرنا .. الصمت..
وصمتٌ...
أثار فيهم من الحنق ما يكفي..
أرادوا إشباع رغباتهم .. برؤيتنا باكين..
خاضعين .. متوسلين..
أرادونا نتوسل .. نصرخ.. نشتُم...
نحقد .. ندعو... ننقـم ..
لكنَّا .. بيأسٍ آثرنا الصمتَ..
وصمتٌ ..
به دخلنا مملكتنا المصمتة..
لم يُعرف لها بابُ قلعةٍ من نافذة..
وأبت الكلمات أن تخنق العبرات...
فما كان.. هذا .. ولا ذاك..
حتى أوتارُ الصوتِ ..
عيَّت كثرة الإطباق ..
فخانتنا في لحظات الكلام..
فرحَلت..
فما عُدنا .. نصرخ أو نتحدث أو نجيدُ آهات..
رُبما .. هزمونا.....!
ولكنَّا آثرنا الصمت
وصمتٌ...
به انتصرنا..
فألقُوا اتهاماتكم أكثر..
وزعزِعوا خلجات أنفسكم..
اقْتلوا أحبَّتنا أمام مرآنا..
مزِّقوا أحلامنا...
أحْرِقوا مأوانا..
وانهشوا .. من أرواحنا ما شئتم..
فصرخاتنا لم يأنِ لها الخروج..
فاحترِقوا بغيظكم أنَّى شئتم..
فإنَّا .. ها هُـنا .. "صامتون" ...